Episode description
من خلف جدرانٍ متشققة، ونوافذ مكسورة، وصفوف يعلوها الغُبار، يبدأ صباح جديدٌ في مدرسة عراقية لاتبعُد سوى العديد من الكيلومترات عن العاصمة بغداد.
الأطفال هنا يجلسون على الأرض، يحملون دفاترهم بأيديهم، ويكتبون على رُكبهم.لا لوحًا ذكيًا هنا، ولا سبورة حديثة، حتى الطباشير يبدو وكأنه يكتب على إستحياء.
أم سجاد ولية أمر أحد الطلبة:
المدارس الموجودة في العراق حاليًا غير مؤهلة وغير قادرة على أن تكون بيئة صالحة للطلبة، والذي جعلهم ينفرون من المدرسة، حيث أصبحت عبارة عن دروس فقط الى جانب إنعدام وسائل الترفيه ماجعل الطلبة لايرغبون بالذهاب إليها.
رغم مرور عقود على إنهيار البُنى التحتية، لم يشهد قطاع التعليم في العراق إنتفاضة حقيقية تنقذه من التدهور، بل على العكس، باتت المدارس في كثير من المناطق بيئة طاردة للتلاميذ، في ظل تردي أبجديات الخدمات من مياه الشرب إلى دورات المياه، وصولاً الى المقاعد.
هدى محمد طالبة، تحدثت لمونت كارلو الدولية عن معاناتهم في مدارسهم التي لاتتوفر فيها أبجديات الترفيه،من حدائق وأنشطة ثقافية ورياضية وموسيقى،والذي ولّد لديهم ردة فعل كبيرة تجاه المدارس.
ويضيف الأستاذ حيدر عمار قائلًا:
أنا كأستاذ اواجه مشكلة كبيرة، وهي كثافة عدد الطلبة داخل الصف الواحد، والتي تجعل مهمة إيصال المعلومة صعبة جدًا الى جانب إنعدام أبسط مقومات الحياة داخل المدارس، ففي فصل الصيف لا وجود لأجهزة التكييف، و إن توفرت فالكهرباء غير متوفرة، وفي فصل الشتاء ليس لدينا سوى مدافئ بسيطة ولانمتلك وقود لتشغيلها، كون وزارة التربية العراقية لا توفر لنا الوقود.
منذ نحو ثلاثة عقود تسجل المدارس إكتظاظًا كبيرًا بالتلاميذ مع إستخدام نظام الدوام المزدوج وحتى الثلاثي في بعض القرى النائية،التقارير الرسميةُ تكشف أن نحو سبعة آلاف مدرسة تعاني من أوضاع غير صالحة للتعليم، وأن البلاد بحاجة إلى عشرة آلاف مبنى مدرسي جديد لتلبية الحد الأدنى من متطلبات التعليم العصري.
رائد المالكي نائب في البرلمان العراقي:
نحن شخصنا هكذا مشكلة، ونعتقد أن السنوات القادمة، سيكون هناك إهتمام أكبر في هذا الجانب، على إعتبار انه المرحلة الحالية والسابقة تم تركيز الجهود فيها على إنشاء الأبنية المدرسية، والعراق مؤخرًا تسلم مايقارب ألف مدرسة بمواصفات جيدة بما يسمى بالاتفاقية الصينية
من بلاد علمت العالم كيف يقرأ، يصارع الحرف اليوم للبقاء حيًا على السبورة. العراق الذي كتب أول كلمة في تاريخ البشرية، لم يعد يجد مقعدًا لكلماته،فكيف يقنع العالم بأنه كتب أول حرفٍ وأول كلمة.