Episode description
تعيش محافظة الحسكة التي تعتبر عاصمة الزراعة السورية موسم زراعي جفاف لم تشهد له مثيلا منذ عقود، مما يجعل أحوال المزارعين ومربّي المواشي في المحافظة تعيساً ومأساوي.
يشرح مدير مديرية الزراعة والإصلاح الزراعي الحكومية في الحسكة المهندس عزالدين الحسو لمونت كارلو الدولية ، التقديرات والظروف :
الموسم الحالي هو اسوء موسم زراعي يمر على محافظة الحسكة منذ عام 1983م ، حيث تشهد المحافظة قلة كبيرة في الهطول المطري وجفاف كبير انعكس بشكل سلبي على المحاصيل الزراعية الشتوية ، حيث تبلغ مساحات الاراضي المزروعة بالقمح المروي 95 ألف و 600 هكتار حيث تبلغ تقديرات الإنتاج منها فقط 144 ألف طن ، في حين مساحة الاراضي المزروعة بالقمح البعل 397 ألف و900 هكتار وتقديرات الإنتاج منها صفر ، في حين مساحة الشعير المروي المزروعة تبلغ 20 ألف و600 هكتار وتقدير الانتاج منها 27 الف طن فقط في حين مساحة الشعير البعل المزروعة تبلغ 333 ألف و 700 هكتار وتقدر الإنتاجية منها صفر طن
وحدد الحسو الأسباب:
السبب الرئيسي هو قلة الأمطار وانعدام الهطول المطري والظروف المناخية السيئة من حدوث للصقيع الشتوي المتكرر ، إضافة إلى ارتفاع درجات الحرارة في الفترة الحرجة وهي فترة الإنبات الزراعي خلال شهري اذار ونيسان مع العواصف الغبارية المتتالية على المنطقة ، ماجعل من جميع مساحات محصولي القمح والشعير البعل تخرج من عمليات الإنتاج بشكل كامل مع انخفاض كبير في إنتاج المحاصيل الشتوية المروية
في الجزيرة السورية، حيث الزراعة وتربية الحيوانات هما النشاطان الاقتصاديان الأبرز وتتصل بهما جميع مناحي المعيشة وحركة الأسواق، فالخسائر كبيرة وسيكون هذا العام صعباً على جميع السكان ، يوضح الحسو التداعيات الخطيرة نتيجة الوضع الزراعي السيء :
من المعروف ان محافظة الحسكة هي محافظة زراعية بامتياز واغلب السكان يعتمدون على الزراعة وقلة الإنتاج الزراعي سيؤدي أولاً على قلة الدخل الفردي للسكان ما يزيد من نسبة الفقر لديهم نتيجة التأثير على حياتهم المعيشية في جميع مناحي الحياة وخصوصا الأمن الغذائي لدهم ، ثانياً قلة الإنتاج الزراعي سيؤدي إلى عزوف اغلبية المزارعين والفلاحين عن الزراعة في المواسم القادمة نتيجة الخسارات المتتالية مما سيؤثر سلبا على القطاع الزراعي بشكل عام ، حيث تحول قسم كبير من العاملين واليد العاملة في القطاع الزراعي إلى أعمال أخرى لتأمين معيشتهم ،ما يؤدي إلى انعدام الأيدي العاملة الزراعية ، اضافة الى تأثر الثروة الحيوانية بشكل كبير حيث تعتبر بقايا المحاصيل الزراعية بعد عمليات الحصاد مراعي طبيعة للثروة الحيوانية وفي حال عدم وجودها سيجبر المربين على شراء الأعلاف من الاسواق المحلية ما سيزيد من الأعباء المالية عليهم
بدوره المزارع محمد الحسين من سكان مدينة الحسكة ، يشرح الظروف الصعبة التي يعيشها السكان دون أيّ تدخلٍ حتى الآن لدعم المزارعين والفلاحين، سواءً من الإدارة الذاتية أو من الحكومة السورية ، مطالباً بتدخل سريع للمنظمات الدولية ذات الشأن :
بعد هذا الموسم الكارثي على القطاع الزراعي والمزارعين في محافظة الحسكة ، وفي ظل عدم التحرك من قبل المنظمات الدولية والجهات الحكومية المعنية بتقديم الدعم السريع للفلاحين والمزارعين في محافظة الحسكة التي تعتبر عاصمة الزراعة السورية ،سيكون هناك عزوف كبير مع توقف واسع لعمليات زارعة المحاصيل الاستراتيجية وعلى رأسها محصول القمح الذي يؤمن الخبز للسوريين
في ظل هذه الظروف الزراعية والاقتصادية الصعبة التي تمر بها عاصمة القمح والزراعة السورية ، سينعكس هذا الواقع على حياة السوريين بشكل عام ، وخاصة في تأمين رغيف الخبز للملايين منهم ما يتطلب عمل حكومي ودولي كبير.