Episode description
ظاهرة فنية جديدة تشق طريقها في الساحة الثقافية الجزائرية، الكوميديا الارتجالية فنٌ لا يكتفي بـ إضحاك الجمهور، بل يعرض وجهة نظر الكوميدي و مشاكل الحياة اجتماعيا ثقافيا وحتى سياسيا إنه “28 كوميدي كلوب”، أول نادٍ جزائري يُعنى بهذا النوع من التعبير الفني.
في وقت تتشابك فيه القضايا الاجتماعية والسياسية، يصبح الضحك أحيانًا ضرورة، ظاهرة فنية جديدة تشقّ طريقها في الساحة الثقافية الجزائرية… الكوميديا الارتجالية، فنّ لا يكتفي بإضحاك الجمهور، بل يعرض من خلاله الفنان وجهة نظره ويعالج قضايا اجتماعية وثقافية، وأحيانًا سياسية.
في هذا السياق، وُلد نادي “28 كوميدي كلوب”، كأول فضاء جزائري يُعنى بالكوميديا الارتجالية أو الـ”ستاند أب كوميدي”، ليمنح الشباب مساحة للتعبير والتواصل مع جمهورٍ يرى نفسه في القصص التي تُروى على الخشبة.
فكرة التأسيس: بين الحلم والتجربة
طارق أوحاج، مؤسس النادي، يروي بدايات المشروع قائلًا:
منذ سنوات، كنا نطمح لإنشاء منصة جزائرية خاصة بالكوميديا، تبحث عن جيل جديد من الكوميديين. بدأنا بتنظيم اختبارات الأداء سنة 2013، ثم أطلقنا أولى الورشات التكوينية سنة 2015، واكتشفنا طاقات شابة واعدة. هكذا بدأت فكرة ’28 كوميدي كلوب‘، خاصة أن الساحة كانت تفتقر إلى فضاء احترافي يُعنى بالكوميديا الارتجالية.
الفكاهة مرآة للواقعمن بين الوجوه التي يعتادها جمهور النادي، الكوميدي معاذ بن ناصر، الذي يرى أن التفاعل الكبير على الخشبة سببه القرب من هموم الناس.
ويقول في هذا السياق:
المواضيع التي أتناولها مستوحاة من الواقع… مواقف عشتها أو شاهدتها، وجمهور النادي يجد نفسه فيها لأننا نقول حقائق يومية، لكن بأسلوب فكاهي بسيط.
تفاعل حيّ وصقل للنصوصمن جهته، يعتبر الكوميدي الشاب آدم كاسوري أن المسرح ليس فقط للعرض، بل أيضًا مساحة لاختبار وتطوير الأفكار.
ويضيف:
نادي 28 كوميدي كلوب بمثابة مخبر كوميدي بالنسبة لي. أختبر فيه النكات، أراقب تفاعل الجمهور، وأعيد كتابة النصوص وتعديلها حتى أصل إلى الصيغة المثالية. هذه التفاعلات تساعدني على صقل أدائي باستمرار.
هل يُمكن للكوميديا أن تُمرر رسائل عميقة؟في هذا الإطار، تؤكّد ليلى معروف، أستاذة في فنون العرض، أن للكوميديا دورًا يتجاوز الترفيه:
في العالم، تُستخدم الكوميديا لتوجيه الرأي العام نحو قضايا اجتماعية أو سياسية بأسلوب ساخر لكن ذكي ومحترم. هذه الطريقة تفتح آفاقًا واسعة للحوار دون الوقوع في المباشَرة أو السطحية. غير أن ذلك يتطلب مهارة عالية من الكوميدي لتمرير رسالته دون تسفيه أو إساءة.
فن متصاعد وحضور لافتالكوميديا الارتجالية تكتسب شعبية متزايدة في الجزائر. فبين من يرى فيها وسيلة للتسلية والتنفيس عن ضغوط الحياة، وآخرين يعتبرونها أداة فعالة للنقد الاجتماعي، يثبت هذا الفن أنه قادر على أن يكون لسان حال الشارع، ومنصة لإيصال صوت جيل جديد.
بين الرغبة في التسلية والحاجة للتعبير، يقف نادي “28 كوميدي كلوب” كمنصة فريدة من نوعها، تمنح الشباب فرصة لإيصال صوتهم.
الكوميديا هنا ليست مجرد ضحك عابر، بل وسيلة لفهم الذات والمجتمع.